الأجندة الأمريكية.. زيارات المبعوثين والضغوط
أبدى مراقبون انزعاجهم من التدخلات الأمريكية في الشأن الداخلي السوداني ومحاولة فرض حكومة وفق الأجندة الأمريكية وذلك من خلال توافد المبعوثين الأمريكيين المتكرر للسودان خلال الفترة الماضية التي تلت إجراءات الخامس والعشرين من اكتوبر التي اتخذها القائد العام للقوات المسلحة وشهدت اتصالات من المسؤلين الأمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية وزيارة المبعوث الأمريكي جيفري فيلتمان ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الافريقية مولي فيي والتي اجتمعت مع رئيس مجلس السيادة ونائبه.
البرهان يقطع طريق التدخل
وأكد البرهان لدى لقائه بالقصر الجمهورى بالسيدة مولى فيي، مساعدة وزير الخارجية والوفد المرافق لها، بحضور وكيل وزارة
الخارجية المكلف السفير علي الصادق والقائم بأعمال السفارة الأمريكية
بالخرطوم السفير براين شوكان، أكد تمسكهم بالوثيقة الدستورية، وإجراء
حوار شامل مع كل القوى السياسية لاستكمال هياكل السلطة الانتقالية،
وإنجاح عملية الانتقال الديمقراطي بالبلاد وصولاََ لانتخابات حرة ونزيهة
في يوليو من العام ٢٠٢٣م.وجدد البرهان عدم رغبة المكون العسكري في
الاستمرار في السلطة، واستعداده وانفتاحه لقيادة حوار دون شروط، يفضي
لإحداث الاستقرار والتنمية في البلاد، مؤكداَ حرصه على تأمين الفترة
الانتقالية والحفاظ على الأمن القومي وفرض هيبة الدولة، وتجنيب البلاد
الانزلاق نحو الاضطراب والفوضى.
وأوضح رئيس مجلس السيادة الانتقالي أن
العملية التصحيحية التي جرت بالبلاد في ٢٥ أكتوبر المنصرم كانت ضرورية
نتيجة التباينات التي شهدتها الساحة السياسية، بجانب التدخلات الخارجية
مع بعض القوى السياسية، التي أثرت سلباََ على الأداء خلال الفترة
الانتقالية.
أعتراف امريكي
و استمعت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشئون الإفريقية مولي في للرؤية السياسية التي طرحها رئيس مجلس السيادة حول المسار
الديمقراطي والوصول لانتخابات حرة ونزيهة، مشيرة إلى حرص الولايات
المتحدة ودعمها للتحول الديمقراطي بالبلاد وإنجاح الفترة الانتقالية، حتى
يتمكن السودان من تقديم نموذج يحتذى فى الإقليم. ولفتت إلى الاهتمام الذي
يوليه الرئيس جو بايدن شخصياََ لما يدور في السودان وحرصه على إنجاح
الفترة الانتقالية وصولا للديمقراطية المنشودة.
وأشادت مساعدة وزير
الخارجية الأمريكي بالدور الذى اضطلعت به القوات المسلحة إبان ثورة
ديسمبر من خلال انحيازها لتطلعات الشعب السوداني. وأوضحت أن ما حدث في ٢٥
أكتوبر كان نتيجة إخفاقات تخللت الفترة الماضية، مشيرة إلى أنهم يعلمون
أن بعض القوى السياسية تؤيد الخطوة التصحيحية.
وعبرت مولي عن أملها في أن
يتمكن السودانيون من حل الخلافات الراهنة بأنفسهم، مشيرة إلى أن دور
الولايات المتحدة ينحصر فى الإصلاح وتسهيل الحوار بينهم.
أجندة
وقال الدكتور عادل التجاني الأكاديمي والمحلل السياسي ان أعتراف مساعدة وزير الخارجية الأميركية بفشل الحكومة الإنتقالية السابقة إقرار متأخر وقال إن أمريكا كانت ولاتزال جزء من اسباب الفشل بتدخلها السافر ومحاولة فرض أشخاص لقيادة الحكومة المدنية و
حتى ينفذوا أجندتها ومصالحها وقال إن مولي كذلك اعترفت بدور القوات المسلحة وإنحيازها للشعب وتأكدت من تأييد الكثير من القوى السياسية الإجراءات التصحيحية التي اتخذها القائد العام وقال بدلاً من دعم الخطوة للانتقال إلى الأمام تحاول أمريكا جر عقارب الساعة للوراء لإعادة أشخاص رفضهم الشعب السوداني من قبل لتمرير أهدافها عبرهم.
إلى ذلك أكد الأستاذ الطاهر بدر الدين السياسي المستقل ان الموقف الامريكي من دعم الانتقال في السودان سالب لجهة التحركات التي يقوم المبعوثين الامريكيين لصالح قوى سياسية وأشخاص وليس دعم وإنجاز أهداف الانتقال وقال علينا تجاوز رضا أو غضب أمريكا والاهتمام بمصالح الشعب السوداني وتقوية العلاقات مع الدول الصديقة والشقيقة.