٣٠ يونيو ما بين التدافع السياسي والشعبي.. من سيكسب الرهان؟
تقرير: الصحافة.نت
للعام الثاني على التوالي، تنطلق الدعوات للخروج للشارع، في رمزية تاريخية، اختارت الثلاثين من يونيو توقيتا لها، وهو ميقات مجئ الإنقاذ. تقلبات لعبة السياسية وكنهها، جعل مواقف قادة الحراك تتأرجح وتتقلب. ففي العام الماضى وحينما انطلقت دعوات الخروج للشارع من قبل المعارضة في مليونية يونيو، سارع الحزب الشيوعي وتجمع المهنين لتبني هذه الدعوات والتقاط قفازها تحت شعارات تصحيح مسار الحكومة الانتقالية، مما جعل رئيس حزب المؤتمر الوطني المعتقل د. “إبراهيم غندور” وقتها يعلن تبرؤهم منها وعدم المشاركة فيها، ليسجل بذلك اليسار الحاكم، حينها نقطة في شباك الوطني المحلول وجميع المعارضين لحكومة الفترة الانتقالية.
ذات السيناريو يتكرر الان ولكن بتغيرات المواقف، فبالامس القريب كان اليسار مازال يؤمن بالقضية، ممسك بتلاليبها، يأمل في إصلاح المسار، بعكس الآن. فمدافع الغد، عدو اليوم، يصطف جنبا إلى قوى الاسلام المعارضة ليطرح السؤال نفسه حول من سيكسب الرهان.. قوى المعارضة ام الحكومة؟
لا جديد
بلونية مغايرة تكتسي مسيرة ال٣٠ من يونيو هذه المرة. شواهد الأمور ترسم هيبة لهذا الحراك الشعبي، الذي ارجعه مراقبين إلى طبيعة الاوضاع الاقتصادية التي تعيشها البلاد، إلى جانب ارتباك المشهد السياسي ككل، مما حدا برئيس الوزراء د عبد الله حمدوك إلى البحث عن سبل لامتصاص الغضبة، من خلال مبادرته التي أطلقها وكذا قرارات مجلسه الأخيرة. لكن وعلى الرغم من ذلك إلا أن القوى المعارضة اعتبرتها وعود سيما الحزب الشيوعي، الذي لم يعد يرى حلا سوى ذهاب الحكومة بشقيها المدني والعسكري، معتبرا ال٣٠ من يونيو خطوة في طريق الإسقاط. و طبقا لمراقبين فإن مسيرة الغد لن تختلف كثيرا عن سابقتها من المسيرات.
ويرى المحلل السياسي عبد الوهاب محمد أن مسيرة ٣٠ يونيو ستكون كغيرها، لن تتخطى حاجز التعبير والهتاف والتنديد ومن ثم العودة إلى الادراج.
ويذهب عبد الوهاب في حديثه للصحافة.نت إلى أن السلطة الحاكمة الان اطبقت قبضتها خوفا وتحسبا لحدوث انقلابات أو غيرها، حتى نهاية الفترة الانتقالية بسلام.
خانة اليك
الرهان على الرغم من صعوبة التكهن بحول من سيكسب، في معركة الغد أن صح التعبير، يضع الحكومة في خانة (اليك). فهي على الرغم من محاولات الإصلاح التي تقوم بها إلا أن المخاوف تظل قائمة، وهي اي _ المخاوف _ بحسب محللين تندرج تحت شقين، الأول هو الخوف من الشارع الذي شق عصا الطاعة، والشق الثاني هو الخوف على المكتسبات التي تحصلت عليها.
ولعل مجمل المخاوف تندرج تحت طائلة توحد صف المعارضة الذي يقابله تشظي الائتلاف الحاكم، وهو ما فطنت إليه قوى الحرية والتغيير وتسعى الان بخطى حثيثة لأحداث عملية إصلاح واسعة. وبحسب حزب الأمة فإن عملية الإسقاط لن تجدي حلا، وأنما الإصلاح وتوحد وتكاتف القوى السياسية.
وفيما يعتقد خبراء أن قوى المعارضة ستكسب الرهان، في هذه الجولة، يرى البعض الأخر أن ٣٠ يونيو وان لم تسقط النظام الا انها ستضع خطا فاصلا في تفاصيل المشهد القادم، اي انها ستكون لها ما بعدها.